السلام عليكم شباب
كل عام و أنتم بخير بمناسبة الشهر الكريم
ها هي أيام النصف من رمضان تهل علينا و سنبدأ قريباً بتحري ليلة القدر
اللهم اجعلنا ممن ندركها و من عتقائها يا رب العالمين
آمين
قصتي اليوم رومانسية مثل أول قصة كتبتها و حققت نجاح جميل
أتمنى أن تكون هذه القصة أفضل منها
عنوان القصة { رســـائـــل إلــى قلــــبي } يا رب تنال إعجابكم
سأضع بارتاً قصيراً ثم أراقب ردودكم و التي أتمنى أن تكون مشجعة
إليكم البارت ...
رســــــــائل مـــن قلـــبيالسماء تمطر بغزارة ، الغيوم متجمعة فوق كل ركن من أركان المدينة . قطرات المطر الصغيرة
تضرب نوافذ تلك السيارةالتي ركبت بها تلك الفتاة ذات الشعر البني المائل للأصفر....
أخذت تراقب الناس من وراء زجاج سيارة والدتها الفضية و هم يركضون هرباً من المطر الذي بدا أنه قد أزعج
الجميع ...
لاحظت أمها شرودها فودت أن تفتح معها حديثاً شيقاً فقالت : هل أنتي مستعدة لأول يوم بالسنة الأخيرة من
الثانوية العامة؟؟
نظرت لها الفتاة بهدوء ثم قالت : أمي ! لا داعي لأن تحاولي التخفيف من رهبتي !
ثم أعادت نظرها إلى النافذة و هي تقول : اعتدت على سخرية طلاب اليوم الأول ...!
تنهدت أمها بإرهاق ثم قالت : هيام ! عزيزتي ! سبق و أن قلت لك إن أردت الانتقال لمدرسة أخرى فلا بأس !
هيام بجمود : تعرفين أن أبي لن يوافق على أن أترك المدرسة الخاصة و أذهب لمدرسة حكومية !
قالت أمها : أنا سأقنعه !
نظرت لها هيام بعصبية ثم قالت : أجل ! و تحدث مشاجرة أخرى بينك و بينه ، أليس كذلك ..؟!
نظرت لها أمها و هي تتنهد بضيق و استسلام ثم قالت : وصلنا !
فنظرت هيام ناحية مدرستها الخاصة التي لطالما كرهت التواجد فيها ....
كانت مبنى ضخم يتكون من خمسة أدوار ، و قد طلي من الخارج باللون الأصفر بينما أحاط بهذا المبنى حديقة
واسعة متصلة بفناء كبير كانت أرضيته من البلاط الأحمر ...
همست هيام بضيق : مرحباً يا كابوسي المزعج !
خرجت من الباب ثم أغلقته بقوة وراءها فصرخت أمها : هيام !
التفتت هيام لها مسرعة فاستأنفت الأم الحديث : لا تتأخري اليوم عن المنزل ! ينتهي الدوام فتعودين على
الفور !
أومأت لها هيام بملل ثم استدارت لتتوجه لبوابة المدرسة البرتقالية الكبيرة ..
كالعادة كانت هناك حشود من الطلاب مثل كل سنة في أول يوم دراسي ، كان الجميع يرتدي زياً موحداً بنفس
اللون...
فالفتيات ارتدين جيب قصيرة تلونت بالكحلي و قميص قصير أبيض اللون و ربطة عنق كحلية..
أما الفتيان فارتدوا بنطالاً كحلي اللون و قميصاً أبيض مع ربطة العنق الكحلية ..
شقت طريقها بين تلك الحشود بهدوء و كأنها تحاول الاختباء قدر المستطاع لكنها لم تفلح حيث انتقل
لمسامعها صوت أكثر الفتيات بشاعة في المدرسة ليلى تلك الفتاة المدللة تقول : مرحباً بالآنسة هيام !
تجمدت هيام مكانها فهي تعرف أنه عند تحدث ليلى يصمت الجميع و يستمع لها فهي أشهر الفتيات
بالمدرسة ..
التفتت ببطء لتواجه فتاة ذات شعر أسود ناعم طويل ربط على هيئة ذيل الفرس ترتدي الزي المدرسي لكنها
أحلت عقدة ربطة العنق و تركتها على قميصها...
تحدثت هيام بخفوت : ماذا تريدين ...؟!
أمالت ليلى رأسها بدلال و قالت : ألم تعرفي أنني خطبت ؟!
ارتفع حاجب هيام بتعجب و قالت : حسناً مبارك لك! و لكن ما علاقتي أنا ..؟!
ضحكت ليلى بسخرية و قالت : ألا تريدين معرفة خاطبي ؟!
تنهدت هيام بملل و قالت و هي تستدير : لا ! شكراً !
أوقفتها ليلى قائلة : إنه ابن عمك هاني !
تجمدت هيام للمرة الثانية بمكانها و عيناها الخضراوتين متسعتين بشدة ...
تسارعت ضربات قلبها و هي تردد بداخل نفسها : لا ! مستحيل !!
عضت ليلى على شفتيها بسخرية و هي تقول : أوه ! أنا آسفة ! لقد نسيت بأنك كنت تحبينه !
ارتعشت شفتي هيام و دمعت عيناها فقالت : مبارك لكما !
ثم انطلقت تركض إلى داخل بناء المدرسة وسط قهقهة الطلاب من حولها...
أخذت تصعد درجات السلم ركضاً و قلبها يعتصر ألماً حتى وصلت لصفها الذي كتب على بابه فصل 2/3
دخلت الفصل و أغلقت الباب وراءها بقوة شديدة ثم جلست على آخر مقعد و دفنت وجهها بين ذراعيها
لتفضي فيضان الدموع الذي لم تحتمل كتمانه أكثر من ذلك..
بعد دقيقتين رفعت و جهها و أخذت تكفكف دموعها ثم أخرجت من حقيبتها الجينزية دفتر متوسط الحجم غلف
بالورق الوردي المعطر و كتب عليه بالفضي اللامع : رسائل إلى قلبي !
فتحته سريعاً على أول صفحة بيضاء به و كتبت بوسط السطر : رسالة رقم 6120 !
ثم انتقلت إلى أول السطر الذي يليه و كتبت : هل رأيت ما حدث يا قلبي ....؟! هل تصدق ..؟
قام هاني بخطبة ليلى ! الفتاة التي أكرهها بشدة ! لكن لماذا فعل ذلك ..؟ لقد كان يعلم أنني أكرهها !
هل أخطأت يا ترى عندما لم أصارحه بمشاعري اتجاهه ؟! لكنني خجلت !
هل أصبح الخجل خطأ يجب المعاقبة عليه ...؟
ثم تساقطت دموعها على الصفحة و هي تكتب سريعاً و بعصبية : لقد ظننت أنه فتى أحلامي ! ما العيب في
أن أحلم بالشخص الذي سأحبه و يحبني ؟! ألست فتاة مراهقة ؟؟ شأني شأن كل الفتيات الأخريات ؟!
ماذا أفعل يا قلبي ...؟ حتى الآن لم يمر يوماً واحداً في حياتي إلا و قد سخر مني أحدهم !!
أنا أعتصر ألماً ! متى يأتي شخص واحد يقدرني و يقدر مشاعري تجاه أي شئ ! ليس شرطاً أن يكون فتى
أحلاميو لكن مجرد صديق ! أمن الصعب أن يرسل لي القدر واحداً...؟
أنا و أنت بالانتظار يا قلبي ! بانتظار من سيداوي جروحك التي لم تندمل يوماً !
ثم كتبت بالسطر الذي يليه على أقصى اليسار : السبت الموافق 26/9/2009
و أغلقت دفترها ثم أعادته لحقيبتها من جديد ...
منقــــ،،،،،،ــــول