مهما اعتلى غبار ساحة الاختلافات داخل البيت الاتحادي واظهر ضجيجها .. فرحة وشماته .. او فرصة لغرباء الدخول منها بحثا عن غنيمة تزيدها , إلا أنها سرعان ما تنجلي وكأنها لم تكن . ليس لأنها بسيطة , بل لأنها ثقافة الاختلاف للاتحاد وللاتحاديين , التي كانت ولا زالت اهم ملامح شخصية النادي الثمانيني الوقور . ألم يتأسس الكيان بسبب اختلاف على مبدأ كلنا ( إتحاديين ) .. ولا فرق بين تاجر وعامل , أو غني وفقير .
لذا أكبرت في احمد مسعود ومحمد بن معمر وتوفيق رحيمي وطلعت لامي .. رزانتهم في عدم استغلال مساعد العصيمي مقدم برنامج (60) دقيقة بالقناة الأولى لهم قبل ساعات من لقاء الإياب امام ناجويا الياباني لنبش اختلافات الاتحاديين بطريقة كاد المريب ان يقول خذوني .
واليوم .. أكبر في الدكتور خالد المرزوقي تجسيده مجددا للثقافة الشخصية لناديه في ماهية الاختلاف التي سادت أجواء النادي عقب خسارة اللقب الآسيوي الكبير .. ورفضه ان يستغل كأداة في البعض إعلاميا .. لضرب وتصفية الحسابات مع ذلك .. وخاصة مع العضو المؤثر منصور البلوي , عندما أكد على متن العلاقة بينهما منذ سنوات طويلة .. وأنه عاشق للكيان .. وعدم اعتبار رأيه ( عداء ) لادارته بقدر ماهو حماس محب , في إشارة الى ان الرأي والرأي الآخر بكل أبعاده .. ديدن اتحادي بحت . وظهر كذلك طلعت لامي بعتب المحب .. وكان الدكتور توفيق رحيمي منصفا . وغدا المهندس حسن جمجوم يدعوا كل كبار النادي الى اجتماع أسري هدفه ( الاتحاد ) من ( الاتحاد ) .
في رسالة واضحة وصريحة من النخبة الاتحادية بأن النادي ليس بحاجة لبياعين مبدأهم ومواقفهم في المراحل الادارية للنادي في سوق المصالح الخاصة على المستوى الإعلامي .. بفصل النادي الى معسكريين وهميين .. بين قامات عملاقة وعاشقة قولا وفعلا . وهي اللعبة التي تنبه لها المرزوقي بذكاء .. واحسن بعض الشرفيين التعامل مع آثارها الجانبية بحرص .
والمرزوقي مهما اختلفنا معه اليوم .. لا يقلل ذلك من جهوده .. وتأييد رغبة انصار النادي باستمراره .. والإشادة متى ما استحقها , لذا اقول له امض باتحادك كيف شئت , فلديك ما تقدمه .. حتى لو غضب بعض ( المتمرحلون ) من ضياع فرصة خلق انفسهم كأصدقاء حولك .. أو ايجاد اعداء من وهم لك . لأن عملك ورجال النادي هم سلاحك الحقيقي .
محمد البكيري
نائب رئيس التحرير بجريدة الرياضي
الخميس 12 - 11 - 2009 12 - 11 - 2009