اربع وعشرون سنة مضت على مباراة المطر وما زالت تلك المباراة عالقة بأذهان كل من حضرها
فهي بحد ذاتها تاريخ
وهي علامة بارزة في مسيرة هذا الكيان ونقطة تحول وبداية انطلاق لعالم الاقويا
فمنها بدأت فورة رائد التحدي لمجابهة فرسان الكرة السعودية
ومنها تمكن فارس القصيم وزعيمها من انتزاع السيطرة على رياضة القصيم
يالها من سنة سنة 1406 فقد كنا اطفالا ومع ذلك رقصنا فرحا في ذلك الوقت
وما زلنا نعشق هذا الكيان لم يكن احد يتوقع ان تنتهي المباراة للرائد من جميع الجماهير
حتى ان نصف جماهير الرائد لم يحضرو خوفا من ان يخرج الرائد خاسرا لأن التعادل يعتبر خسارة للرائد وذلك
لأن التعاون امامه فرصتان التعادل ام الفوز وكذلك كان التعاون آن ذاك في
قمة مستواه ويمتلك عناصر من افضل العناصر الموجودة في دوري الدرجة الاولى
وما يزيد من لذة هذا الفوز هو ان احبائنا التعاونيون كانو يتباهون من انهم
صاعدون ولن يقف الرائد في طريقهم وقد اقامو لهم مخيم في طريق الرياض
القديم وجهزوه للاحتفال بالصعود وأستعدو لذلك والشي
الذي لا ينسى في ذلك الوقت هي تلك الايام التي سبقت المباراة فقد كانت
الاثارة بين جماهير الفريقين تملأء شوارع بريدة عامة والصفراء خاصة
وبالذات مايسمى بالشارع الاصفر وهو الممتد من دوار النافورة في اتجاه
الغرب اذ كان هذه الشارع وغيره من الشوارع مسرحا لتنافس جماهير الفريقين
فكانت تمتليء بالسيارات التي تتزين بالاعلام فتجدهم يجولون بتلك الشوارع
وكلا يهتف لفريقه ومن المواقف التي لم تغيب عن الذاكرة هي ان الرائد كان
له مباراة مع الفيحاء في المجمعة وقد توجه آلاف من الجماهير الى المجمعة
لمؤازرة الرائد ولكن للاسف انهزم الفريق بهدفين وعادت الجماهير مكسورة
الخاطر وتعادل التعاون مع الجبلين ليتسع الفارق بين الرائد والتعاون الى
ثلاث نقاط ويبقي للرائد مباراتان وللتعاون ايضا مباراتان مع الفيحاء
والرائد فبدأ جمهور التعاون بالسخرية من الرائد وذلك بترديد اسم الفيحاء
بقولهم (فيحاء فيحا )عند مرور اي سيارة تحمل شعار الرائد فلما جاء الاسبوع
الذي يليه وهو ماقبل الاخير التقى التعاون مع الفيحاء وأنتهت المباراة
بفوز الفيحاء ايضاء فعاد التعاون يجر ذيل الهزيمة وفي نفس الوقت الرائد
يفوز في مباراته ماقبل الاخيرة وتتجدد آماله وذلك بتقليص الفارق بيته وبين
التعاون الى نقطة واحدة وعندها انقلبت الآية وطبقت جماهير الرائد المثل
القائل كما تدين تدان وبدأت تقول نفس ما كان جمهور التعاون يقول وأصبحت
تكرر اسم الفيحاء عند مشاهدة احدا يحمل شعار التعاون وهي كلمة فيحاء وكان
الاسبوع الذي قبل المبارة قمة الاثارة بين جماهير كلا الناديين اذ لاتزال
مسيرة مشجعي الناديين متواصلة في تجوالها في شوارع بريدة وكل يهتف لفريقه
وفي يوم الجمعة 19 / 6 / 1406هـ الموافق 28 /
2 / 1986م جاء موعد تتويج الرائد اول سفيرا لمنطقة القصيم وجاء موعد
الأستيلاء على لقب اول نادي يصعد لمصاف الاندية الممتازة ففي هذا اليوم
المشهود استعد الجميع لتتويج ابطال الدرجة الاولي فأستعدت رعاية الشباب
وأستعد الفريقان وكذلك استعدت جماهير القصيم عامة للمجيء لتلك المباراة
وقد ارسلت رعاية الشباب نائب رئيسها آن ذاك وهو سمو الامير سعود بن نايف
لتتويج الصاعدين وجاء الفريقين الى الملعب وكذلك الجماهير ملأت المدرجات
وفي هذا اليوم جاء الى هذه المباراة ضيفا عزيزا على كافة الناس وهذا الضيف
اضفى لهذه المباراة ميزة وبصمة اصبحت عالقة به الى مدى الدهر فقد تلبدت
السماء بالغيوم وذلك اشارة لمقدم هذا الضيف وقبل مجيء هذا الضيف بفترة
قصيرة ابتدأت المباراة ونزل لاعبو الفريقين فنزل الرائد بتشكيل مكون من:
محمد
الدخيل الله عبدالعزيز الشيب سعد البذرة محمد النودلي (ابو ندى)عبدالرحمن
الدخيل الله صالح المبارك(رحمه الله) يوسف العضيبي مغنم النجدي ابراهيم
الثنيان عبدالرحمن القوسي ابراهيم العضيبي
وكانت تشكيلة التعاون مكونة من :
عبدالعزيز الفهاد(ابوسعود) عبدالرحمن السعوي
سليمان الطعيمي عبدالرحمن الدبيبي(الصندل) أحمد الدخيل عبدالله العريفي
عبدالرحمن المطلق عبدالله الهندي موسى المبرك موسى البرجس أحمد الشايع..
بدأت المباراة بأعصاب مشدودة من كلا الفريقين الى ان جائت الدقيقة الخامسة
عندما وصلت الكرة الى افضل لاعب مر على الكرة القصيمية بنظري مغنم النجدي
فتلاعب بدفاع التعاون وعند تخطيه لعبد الرحمن السعوي قام الاخير بأعاقته
فأحتسب الحكم عبد الله الناصر فاول بالقرب من خط الثمانية عشر فتقدم لها
المتخصص آن ذاك اللاعب الفذ صالح المبارك رحمه الله رحمة واسعة فوضعها على
يمين حارس التعاون ابو سعود كهدف اول للرائد فجن جنون جماهير الرائد فرحا
وبعد هذا الهدف اختل التوازن لدى فريق التعاون وتمكن رجال الرائد من
السيطرة على موازين المباراة وعند نهاية الشوط الاول وصل الضيف العزيز الى
الملعب فبدأ المطر ينزل وعندما انتهى الشوط الاول ازدادت غزارة الامطار
بشدة مما جعل جماهير الدرجة الثانية تخرج الى خارج الملعب عن بكرة ابيها
وتوقفت المباراة لمدة نصف ساعة
بدأ الشوط الثاني عندما توقف المطر وقد اتى
هذا الشوط بمستوى اقل من المتوسط بسبب الامطار التي اثرت على ارضية الملعب
وكان الرائد في هذا الشوط افضل تنظيما وخاصة في الدفاع والذي يتقدمه قائد
الرائد آن ذاك عبد العزيز الشيب فتمكن من صد هجمات التعاون وأعتمد لاعبو
الرائد على الهجمات المرتدة الى ان جائت الدقيقة الاربع والاربعين من
الشوط الثاني ومن كرة مرتدة لعبد الرحمن الراجح (بركة)يسدد الكرة في اتجاه
المرمي لم يستطيع حارس التعاون ابو سعود من السيطرة عليها فتدخل من بين
رجليه(كبري )هدفا ثانيا للرائد وبعدها بديقتين يعلن الحكم عبد الله الناصر
نهاية المباراة ويعلن معها عن صعود الرائد
مع شقيقه الانصار الى مصاف اندية الدرجة الممتازة ومن ثم يتقدم سمو الامير
سعود بن نايف بتسليم الانصار درع الاولى وتسليم الرائد الميداليات الفضية
لأحتلاله المركز الثاني وبذلك انقلبت افراح جماهير التعاون الى احزان
لازمتهم سنين وبدأت الافراح والليالي الملاح للريداويين فنصبو الخيام في
ملعبهم في الصفراء لأقامة الافراح فيها وأستمرت مسيرة الجماهير لأكثر من اسبوع وهي تتغى بفريقها وتردد :
ايدوه ايدوه ،،رائد بطل
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اتمنى من الاخوة الاعزاء ممن لديه اضافات لهذه الذكرايات الجميلة ان يتحفنا بها
وختاما تقبلو خالص تحياتي ،،،،،،،،،،،،
